منتدى همس الطفولة


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى همس الطفولة
منتدى همس الطفولة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مع القـرآن

اذهب الى الأسفل

مع القـرآن  Empty مع القـرآن

مُساهمة من طرف عاشقة الشهادة الأربعاء مايو 04, 2011 1:36 pm

مع القـرآن


قال صديقى الذى أحبه كنفسى لأنه نفسى وهو حزين وغاضب أو غاضب وحزين :-
صديقنا الذى يهوى التجوال فى الشبكة العنكبوتية دلنى على كتاب وطلب منى قراءته .. وقرأت ويالهول ما قرأت .. وعلمت ويالسوء ما علمت .

أمسى الأرق قرينى والمنام خصيمى .. دعنى أتكلم على سجيتى وإن كان كلامى متقطع الأجزاء غير مترابط البناء فإنما هو آهات وحسرات تخرج متصلة حينا متقطعة أحيانا .. هذا الكتاب اسمه " لله ثم للتاريخ " ومؤلفه هو حسين الموسوى رحمه الله تعالى هذا الكتاب زلزلنى زلزالا وأشعل فى قلبى بركانا تطايرت حممه على الجميع على الشيعة وعلى المسلمين وعلى نفسى .... علماء الشيعة مجرمون فاسقون وعوام الشيعة مستغفلون مغيبون وماذا فعل المسلمون لإنقاذ هؤلاء المساكين ؟؟!
كلنا آثمون ... كلنا آثمون .. وإليكم هذه الصفحة أو هذه الصفعة من هذا الكتاب .
" لما كان الإمام الخمينى مقيماً فى العراق كنا نتردد إليه ونطلب منه العلم حتى صارت علاقتنا معه وثيقة جداً , وقد اتفق مرة أن وجهت إليه دعوة من مدينة تلعفر وهى مدينة تقع غرب الموصل على مسيرة ساعة ونصف تقريبا بالسيارة , فطلبنى للسفر معه فسافرت معه , فاستقبلونا وأكرمونا غاية الكرم مدة بقائنا عند إحدى العوائل الشيعية المقيمة هناك وقد قطعوا عهداً بنشر التشيع فى تلك الأرجاء ومازالوا يحتفظون بصورة تذكارية لنا تم تصويرها فى دارهم . ولما انتهت مدة السفر رجعنا , وفى طريق عودتنا ومرورنا فى بغداد أراد الإمام أن نرتاح من عناء السفر فأمر بالتوجه إلى منطقة العطيفية حيث يسكن هناك رجل إيرانى الأصل يقال له " سيد صاحب" كانت بينه وبين الإمام معرفة قوية . فرح سيد صاحب بمجيئنا وكان وصولنا إليه عند الظهر , فصنع لنا غداء فاخراً واتصل ببعض أقاربه فحضروا وازدحم منزله احتفاءً بنا , وطلب سيد صاحب إلينا المبيت عنده فوافق الإمام , ثم لما كان العشاء أتونا بالعشاء , وكان الحاضرون يقبلون يد الإمام ويسألونه ويجيب عن أسئلتهم , ولما حان وقت النوم وكان الحاضرون قد انصرفوا إلا أهل الدار أبصر الإمام الخمينى صبية بعمر أربع سنوات أو خمس ولكنها جميلة جداً فطلب الإمام من أبيها سيد صاحب إحضارها للتمتع بها فوافق أبوها بفرح بالغ !!!!!!
فبات الإمام الخمينى والصبية فى حضنه ونحن نسمع بكاءها وصريخها "
( لله ثم للتاريخ , صـ44)

وامصيبتاه واحسرتاه وأغفلتاه ثلاثون عاما سُرقت من عمرى وأنا من مؤيدى ثورة هذا الرجل بل ذلك الشيطان .. ثلاثون عاما عمر ليس بالقليل ثلاثة أخماس عمرى وأنا فى غفلة عن حقيقة هذا الشيطان ... يا عوام الشيعة الطيبون أفيقوا كما أفاق حسين الموسوى وكما أفقت أنا من هذه السكرة ... إن هؤلاء الزنادقة والزناة .. فى الدنيا يأكلون أموالكم ويستحلون فروج نساءكم وفى الآخرة يلعن بعضكم بعضا .. وإليك هذه الداهية من دواهى أئمة الضلال :" وكم من متمتع جمع بين المرأة وأمها , وبين المرأة وأختها , وبين المرأة وعمتها أو خالتها وهو لا يدرى .. جاءتنى امرأة تستفسر عن حادثة حصلت معها , إذ أخبرتنى أن أحد السادة وهو السيد " حسين الصدر " كان قد تمتع بها قبل أكثر من عشرين سنة فحملت منه , فلما أشبع رغبته منها فارقها , وبعد مدة رزقت ببنت , وأقسمت أنها حملت منه هو إذا لم يتمتع بها وقتذاك أحد غيره . وبعد أن كبرت البنت وصارت شابة جميلة متأهلة للزواج , اكتشفت الأم أن ابنتها حبلى , فلما سألتها عن سبب حملها , أخبرتها البنت أن السيد المذكور إستمتع بها فحملت منه فدهشت الأم وفقدت صوابها , إذا أخبرت إبنتها أن هذا السيد هو أبوها وأخبرتها القصة , فكيف يتمتع بالأم ويأتى اليوم ليتمتع بابنتها التى هى ابنته هو ؟!!!!! "
(لله ثم للتاريخ , صـ52)

كيف ؟ يا من تزعمون أنكم تتبعون فقه أهل البيت كذبتم ثم كذبتم وخسئتم ثم خسئتم أنتم لا تمتون للإسلام بصلة والإسلام برئ منكم انتم شر من وُجد على هذه الأرض مذ كانت هذه الأرض . آه قلبى يكاد يتصدع ماذا أنقل لكم وماذا أدع ؟؟ خذوا هذه العجيبة عندكم " إن انتشار العمل بالمتعة جر إلى إعارة الفرج , وإعارة الفرج معناها أن يعطى الرجل امرأته إلى رجل آخر فيحل له أن يتمتع بها أو أن يصنع بها ما يريد فإذا ما أراد رجل ما أن يسافر أودع امرأته عند جاره أو صديقه أو أى شخص كان يختاره , فيبيح له أن يصنع بها ما يشاء طيلة مدة سفره والسبب معلوم حتى يطمئن الزوج على امرأته لئلا تزنى فى غيابه "
(لله ثم للتاريخ , صـ54)

يا مثبت العقول فى الرءوس يا الله .. أيحدث هذا من أناس ينتمون إلى جنس البشر ؟؟!! أهؤلاء عندهم ذرة من الإنسانية ؟؟! يا شيعة العرب أستحلفكم بالله هل هذه أخلاق العرب حتى فى جاهليتهم ؟! أين عقولكم يا إخوانى فى الإنسانية ؟؟ إن واضع مذهبكم هم فسقة الزنادقة المجوس وإليكم الدليل على ما أقول : جاء فى بحار الأنوار ما يلى " إن الله قد خلص كسرى من النار وإن النار محرمه عليه " .. النار محرمة على كسرى !! وأما أصحاب رسول الله  الذين مدحهم الله فى التوراة والإنجيل والقرآن فستسعر بهم النيران !!!!! يا شيعة العرب إنى لكم ناصح أمين وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله .

أما داهية الدواهى وقاصمة الظهر فاسمعوا واعوا : " زرت الإمام بعد شهر ونصف . وربما أكثر من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس , فرحب بى كثيراً وكانت زيارتى منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة فى العراق . وفى جلسة خاصة مع الإمام قال لى : سيد حسين آن الآوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم , سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيى نساءهم ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب , وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين , ولابد أن تكون كربلاء أرض الله المقدسة قبلة الناس فى الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام , لقد قامت دولتنا التى جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها وما بقى إلا التنفيذ " (لله ثم للتاريخ , صـ 104)
واكرباه واإسلاماه لمن أتوجه بصرخاتى ؟ من يسمع أنيني وآهاتى ؟! يا كبرى الحركات الإسلامية التى تدعى أنها تأخذ الإسلام بشموليته هل قرأتم ؟؟ هل فهمتهم ؟؟ ماذا أنتم فاعلون ؟؟! وأنت أيتها الحركة الأخرى التى تدعى أنها على طريق الأوائل تسير ويعادى أفرادكم أفراد الحركة الأولى وكأنكم أعداء والعدو الحقيقى لكم بالمرصاد وينتظر يوم الحصاد لمن أتوجه بصرخاتى ؟؟ لمن ؟؟ لمن ؟؟ أمتى تضيع بين مكر الأعداء وجهل الأوفياء !!!! أنظر أمامى فأرى دعاة يتكلمون بالعامية بأفكار سوقية .. وأنظر عن يمينى فإذا بقنوات فضائية تثير موضوعاً مثل " دعاء غير الله " وتأتى بأشخاص من الشيعة وأشخاص من المسلمين ويدور النقاش لساعات بل لأيام بل لأعوام .. ضلالٌ وإضلال ... أليس فى القوم رجلٌ رشيد يقول : إن هذا الأمر لا يستغرق القول فيه إلا دقائق معدودة .

فالناس رجلان إما عاقل وإما جاهل فالعاقل يمتثل للأمر بمجرد سماع الآيات تتلى عليه
والجاهل لو تلوت عليه القرآن ألف ألف عام وحدثته بألف ألف لسان لا يرعوى ولمثل هذا " ( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) (سورة الحديد: من الآية 25) و " إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن " ... أى أنه لابد للإسلام من دولة ... عادلة وقوية .. عادلة يطبق فيها شرع الله على الرئيس قبل المرءوس .. وقوية والقوة تستلزم قوة العلم وقوة الجيش وقوة الثروة ألسنا مأمورين بإعداد القوة ؟! ما نصيبنا من تنفيذ هذا الأمر الإلهى ؟!
أليس الأمر للوجوب ؟! شيوخنا ومعهم القنوات الفضائية يتكلمون عن النذور وزيارة القبور ولا يجرؤ واحد منهم أن يتكلم عن زكاة الركاز مثلاً فضلاً عن أن يتكلم عن مواصفات الحاكم العادل وتداول السلطة (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (سورة البقرة: 9)
يا صديقى الهم يعتصرنى فأمتى فى خطر ...أمس كان العدو على الباب واليوم دخل الفناء وغداً يمارس الإفناء .

فى الداخل نحن نعيش بين زيف الدعاة وسيف الطغاة .... إلى أين المفر ؟؟؟ إلى كتاب الله
سأعيش " مع القرآن " وكل ما أرجوه منك أن تذكر لى كيف تتدبر آيات القرآن فأنا معجب بطريقة فهمك لآيات القرآن منذ زمن بعيد وازداد إعجابى بعد قراءتى لمقاليك " وقفات مع القادياينة " و " وقفات مع الشيعة" ولقد أدرت جل مقالك " وقفات مع الشيعة " على آية واحدة ألا وهى قوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (سورة الفتح: 18)
فقلت إن حكم الله غير حكم البشر وهناك فرق بين المؤمن وبين الذى آمن وذكرت معانى " إذ" وفهمت من خلال تفسيرك معنى " القرآن حمال أوجه " أى أن اللفظ القليل يحمل من المعانى الكثير .. معانى متعانقة لا معانى متضاربة كما يفهم الغوغاء والدهماء كما أرجو أن تمدنى بالمقال الذى كتبته منذ ثمانية عشر عاماً دون أن تغير فيه حرفاً واحداً حتى أعرف كيف كنت تفكر ؟
نعم يا صديقى سأذكر لك كيف بدأ الأمر كنت وأنا صغير أسمع أحد الشيوخ وهو يقول فى قوله تعالى ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (سورة الماعون 4-5)
يقول الشيخ : الحمد لله الذى قال " عَنْ صَلاتِهِمْ " ولم يقل " فى صلاتهم " فكلنا نسهو فى الصلاة وما معنى " عَنْ صَلاتِهِمْ " يا مولانا ؟ يجيب الشيخ معناها : يؤخرون الصلاة عن وقتها وكان هذا التفسير لا يرضينى وينقدح فى ذهنى معنى آخر أراه أصح واسلم والمعنى الذى يجول بخاطرى هو : الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ " أي الذين هم عن معنى ومغزى صلاتهم ساهون ويؤيد هذا المعنى ويؤكده ما جاء بعدها (الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) (سورة الماعون: 6 -7)
كما يؤيده قول رسول الله  " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له " وكنت بحاجة إلى من يرعى هذه الطريقة فى التفكير وينميها وقيض الله لى أستاذي وتوأمى وشقيقى محمد رحمه الله تعالى والذى عاش فى هذه الحياة الدنيا ستة وعشرين عاماً وستة أشهر ويومين خريج كلية الهندسة عالى الهمة فى الدين والدنيا حافظ القرآن لا أقول مجوداً بل بقراآته والذى لا يعرف قدره إلا من عرفه او رآه رضى الله عنه وأرضاه وإليك هذين المثلين من فهمه لآيات القرآن : قال الله تعالى (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (سورة البقرة: 238) قال أخى رحمه الله وهو الفتى الصغير السن الكبير العقل أمرنا الله تعالى بالمحافظة على الصلوات جميعها وأمرنا بالمحافظة على الصلاة فى أول الوقت , والصلاة فى أول الوقت هى الصلاة الوسطى أى الفضلى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) (سورة البقرة: من الآية 143) فنحن أفضل الأمم ولسنا فى وسطها بل فى آخرها وقول رسول الله  " منعونا من الصلاة الوسطى قاتلهم الله " معناه منعونا من الصلاة فى أول الوقت فهم لم يمنعوهم من الصلاة بالكلية بل منعوهم من الصلاة فى أول الوقت . وقال الله تعالى (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ* وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) (سورة يوسف: 24-25 )
أنا لا أعلم أحداً من المفسرين حتى يومى هذا قال كلاماً شافياً فى قوله تعالى ( لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) ولقد قال أخى محمد – رحمه الله تعالى – هنا كلاماً رائعاً قال رضى الله عنه " لقد همت إمرأة العزيز بيوسف طلباً وهم بها ضرباً ولا تلقِ بالاً لقول المفسرين فى البرهان الذى رآه سيدنا يوسف فالقرآن آيات بينات يوضح بعضه بعضا والبرهان يكمن فى قوله تعالى (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ) وليس " واستبقا إلى الباب " ألم تعلم أن المرأة غلقت الأبواب أى أحكمت غلقها و ... و .... وانفتح أحد الأبواب هذا هو البرهان الذى رآه سيدنا يوسف فسابق الباب ليهرب منه وسابقت إمراة العزيز الباب لتغلقه والتقى عند الباب المفتوح بعد أن كان محكم الغلق ثلاثة أشخاص سيدنا يوسف والعزيز وامرأته .. ليس لى فيما ذكرت لك إلا النقل والصياغة أما المعنى بتمامه فهو لأخى وهو فتى فى العشرين من عمره رحمه الله رحمة واسعة .

ولأنى أريد أن أعلمك طريقة التفكير وأجنبك مزالقه فسأذكر لك موقفى مع أحد العلماء استفدت منه كثيراً بعد أن صددت نفسى عن القراءة له سنين عدداً وذلكم العالم هو الإمام محمد عبده رحمه الله تعالى وكنت قد قرأت له فى بداياتى تفسيراً لم يعجبنى وظننت أن تفسيره كله على هذا المنوال فعزفت عن القراءة له ومع الزمن علمت أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله  .. وقرأت للرجل فوجدته من أفضل الذين فسروا القرآن واقرأ فى تفسير المنار على سبيل المثال تفسير قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (سورة البقرة: 243) وعود نفسك يا صديقى على التقاط الثمار وخلَّ العيدان للنيران. أنا أبحث لك يا صديقى عن الآيات التى تحتاج إلى إعمال الفكر لكى تصل إلى لباب المعنى ثم تسير أنت بنفسك على هذا المنوال . قال الله تعالى (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً* مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (سورة النساء: 78 - 79)
ذكر الله تعالى فى الآية الثمانية والسبعين أن كل ما يصيب الإنسان من حسنة أو سيئة فمن الله وذكر سبحانه فى الآية التاسعة والسبعين أن ما يصيب الإنسان من حسنة فمن الله وما يصيبه من سيئة فمن نفسه فكيف التوفيق بين المعنيين ؟؟؟ سأقول لك كلاماً يسر الخاطر فاسمع منى :
كل ما يصيب الإنسان سواءٌ أكان خيراً فى عرف الناس أم شراً فى عرف الناس فهو من عند الله , وكل ما هو من عند الله أياً كان نوعه فهو خير وحسن وإذا استجاب الإنسان لما تأتى به الأقدار وفق شرع الله وهداه فالأمر باقٍ على حقيقته خيرٌ وحسن , وأما إذا استجاب الإنسان لما تأتى به الأقدار بما لا يرضى الله واتبع فى ذلك هواه استحال الأمر عليه سوءاً ووبالا .
وقال الله تعالى (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ* لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة الأنبياء:98- 99) المفسرون يذكرون هنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذى جاء يقول له : النصارى يعبدون المسيح فهل المسيح فى جهنم ؟؟ فرد الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ما أجهلك بلغة قومك ! . أختزل المفسرون المعانى الرائعة التى تحملها هذه الكلمات الواضحات البينات بتفسير ساذج قالوا : إن " ما" لغير العاقل فلا تشمل المسيح عليه السلام ولا الملائكة .. تفسير لا يرضينى وإليك تفسيرى : إنكم وما تعبدون أى بسبب عبادتكم غير الله أياً كان هذا المعبود ستكونون حصب جهنم وستردونها ولو كان الذين تعبدونهم آلهة لمنعوكم من دخول جهنم فالإله ينصر عابده وستكونون خالدين فى جهنم بسبب عبادتكم غير الله وأريد أن ألفت نظرك يا صديقى إلى أن الخطاب أولاً كان خطاب حاضرين لأنهم فى موقف التقريع والتبكيت وهذا أنكى وأخزى ثم بالتفاته معجزة تغير الخطاب إلى الغائبين بعد أن دخلوا جهنم داخرين وفقدوا الناصر والمعين وذلك ليعتبر الناظرون ويرعوى الجاهلون وبعد يا صديقى ألا ترى أن قول الرسول الكريم للسائل الجهول ينطبق على بعض المفسرين ؟؟ وحتى لا أطيل إليك ذلك المقال العتيق الذى كتبته منذ ثمانية عشر عاماً أو تزيد :-
القرآن معجزة الله الخالدة لا تتقضى عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا هو الفصل ليس بالهزل لكن أناسا من قومى جعلوه وراءهم ظهريا واتخذوه مهجورا وجعلوا أساطير بنى إسرائيل له تأويلا , فضلوا وأضلوا كثيرا ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (سورة الفرقان:30-31)
ما فى الكتب السماوية من حق فالقرآن له مصدق وما فيها من باطل فالقرآن عليه مهيمن (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً ) (سورة المائدة: 48) وقع فى يدى ما يسمى بالعهد القديم وهالنى ما فيه من سب الله – سبحانه وتعالى – وقذف لأنبيائه الكرام بكل الشرور والآثام من شرب للخمر وزناً ببناتهم وحتى نبى الله الذى يحملون اسمه وينتسبون له رموه بالخداع والتضليل لأبيه وهو شيخٌ كبير ولقد وجدت فى معظم تفاسير القرآن نقولاً كثيرة عن بنى إسرائيل حجبت المعنى الحقيقى للآيات فأسقطتها غير متحرج ولا متأثم وما كنت فى هذا المضمار رائدا ولا أول سالك فقد قرأت للأستاذ محب الدين الخطيب – رحمه الله – تفسيرا لقوله تعالى (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ* إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ* قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ) (سورة ص:21 - 24) قال - رحمه الله – بعد أن فند أقوال بنى إسرائيل ما ملخصه الشديد لقد أخطأ سيدنا داود فى الحكم إذ سمع من أحد الخصمين ولم يسمع من الأخر والقاضى العادل يجب أن يستمع إلى الخصمين ويقارن بين الحجتين , إنك إذا قرأت الآيات الكريمة فى سورة (ص) على ضوء هذا التفسير فلن تندم على رد أقوال بنى إسرائيل وستخرج بخير كثير وعلم غزير .

بمثل هذه النظرات أخذت أتدبر الآيات وانفتحت الأبواب وجاءت الفيوضات (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ* إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ* فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ* رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ* وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ* قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (سورة ص: 30- 35)
(وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ) قالوا فى تفسيرها أقوالاً يعف القلم عن ذكرها فضربت عنها صفحاً وأخذت أتدبر الآيات من خلال نظمها وموضعها مع الآيات قبلها والآيات بعدها فانقدح فى ذهنى أن فى الآية حذفاً تسجد له البلاغة وبه يصح التفسير ويعتدل التأويل , حرف واحد لو انتبه له المفسرون لما نقلوا ترهات بنى إسرائيل (وَأَلْقَيْنَا) اجعلها وألقيناه فيكون معنى الآية : ولقد امتحنا سليمان بمرض شديد جعله ملقى على كرسيه كأنه جسد لا روح فيه بعد أن كان يتمتع بالقوة ويمارس ألعاب الفروسية وبرغم شدة المرض لم يتبرم ولم يتسخط فرجع إلى الله سائلا الشفاء فمنَّ الله عليه به فاستغفر الله لأن الأنبياء يستغفرون عندما يأتيهم الفرج أو النصر وهو نوعٌ من هضم النفس (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) (سورة النصر:1- 3)
وذكر الضمير المحذوف إزدراء بنبى كريم وحذفه تبجيل له وتكريم .

أترانى سأنتقل بك فى رياض القرآن واقطف لك آية من هنا وآية من هناك وأتحفك بتفسير ليس له مثيل !! إذن سيطول المقال ويطول ويصبح كتاب تفسير , فلأقتصر على ذكر البداية من البداية من آدم – عليه السلام – (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ* وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ* قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ* وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ* وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ* فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(البقرة:30- 39)
كتب التفسير تذكر لك هنا أشياء ما أنزل الله بها من سلطان من اعتراض الملائكة على جعل آدم خليفة ومن الأوادم الذين كانوا قبل آدم وأفسدوا فى الأرض ومن ثمَّ معرفة الملائكة أن آدم – عليه السلام- سيفسد فى الأرض , ومن حديث الحية التى دخلها الشيطان ليتمكن من غواية آدم - عليه السلام – سخف وهراء لن نلقى له بالاً على الإطلاق وسنذكر ما فتح الله به علينا فإن كان خيراً فمن الله وإن كان غير ذلك فمنا :-
أخبر الله الوجود كله ملائكة وجناً أنه سيجعل فى الأرض خليفة – آدم وذريته – وأن من صفات هذا الخليفة أنه سيفسد فى الأرض ويقترف الموبقات وأنهم فى الأرض سيعيشون وفيها سيموتون ومنها سيخرجون وعلى ربهم سيعرضون ويحاسبون كما أخبرنا الله فى القرآن الكريم بتفصيل كل شئ حتى النشر والحشر ودخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .

وللاختصار فستكتفى بذكر دليل واحد على ما نقول :
(قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ*وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ*قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ*إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ*قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ* قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ* لأَمَْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) (سورة ص: 77- 85)
تدبر هذه الآيات الكريمات فسترَ صدق ما نقول وقف طويلاً عند (إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) و (إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) و (لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) و (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (أَمَْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) وتذكر أنه أثناء هذا الحوار لم يكن موجودا على الأرض – أكرر على الأرض – سوى آدم عليه السلام ولم يكن له بعد بنين وحفدة .
لقد خلق الله آدم من الأرض وأسكنه على الأرض ليخلفه فى الأرض .
ومعنى هذه الخلافة أن الله أمكنه بحكم الخلقة والتركيب من تعمير الأرض والتغيير فيها والتشكيل وانظر إلى المدن والقرى والمزارع والحدائق والمصانع وغير ذلك فسترَ صدق ما نقول وان هذا الأمر لم يمنح لملك ولا لجن وإذا كان هذا معنى الخلافة فيكون معنى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من المفسرين بأن هذا الشئ اسمه كذا وذاك الشئ اسمه كذا وإلا لكان آدم فى هذه الناحية لا يختلف عن مخلوقات الله فى شئ والدليل من كتاب الله الكريم ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (سورة النمل: 18)
فهذه نملة خاطبت النمل وذكرت المساكن وعرفت سليمان وعرفت جنوده والتمست لهم العذر (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) وأيضا ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ* فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ* إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ* وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ* أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ* اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (سورة النمل 20 - 26)
فانظر هداك الله إلى قول الهدهد كما جاء فى آيات الذكر الحكيم وستعلم أن تعليم الأسماء الذى امتاز به آدم غير معرفة الأسماء التى تعرفها كل المخلوقات فضلاً عن الملائكة وقد امتاز عليهم آدم من هذه الناحية فمعنى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) أن الله منح آدم تلك اللطيفة الربانية المسماة بالعقل بها يعرف خصائص الأشياء وصفاتها وحدودها وماهياتها فيتمكن بذلك من الخلافة فى الأرض كما سبق وأن أوضحنا لك معنى الخلافة .
ولتزداد يقينا بتفسيرنا هذا فتمعن فى قوله تعالى(قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) أنبئهم وليس " اذكر لهم" , و "بأسمائهم " وليس " عن أسمائهم" ولكى تتخيل الفرق بين علم آدم ومعرفة سائر المخلوقات فتذكر الفرق بين معرفة عالم الفلك إذا سئل عن الشمس ومعرفة الطفل الصغير إذا سألته مشيرا إلى نفس القرص صاحب هذا الاسم .

فلن يعدو القول هذه شمس (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) أثاروا هنا سؤالا وهو : هل كان إبليس من الملائكة ؟ وأقول إن هذا السؤال ما كان يجب أن يثار بعد قول الحق تبارك وتعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (سورة الكهف:50) واستثناء إبليس من جملة الملائكة فى الآية التى فى سورة البقرة مات منه المفسرون عطشاً والنبع منهم على ضربة واحدة فإذا قال الوزير لكبار القادة : إذا مر الملك من هنا فهبوا قياماً فهذا الأمر من باب أولى يشمل صغار القادة وصغار الجنود والأمر ههنا بالمثل فالله تبارك وتعالى أمر الملائكة وهم أشرف المخلوقات بان يسجدوا لآدم إظهاراً بأنهم فى خدمته ومصلحته حتى حملة العرش ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (سورة غافر: 7)
أما إبليس وهو من الجن وأقل شأنا من الملائكة فأبى واستكبر وعصى وتمرد وصار لآدم العدو الأوحد (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (سورة البقرة: 35) ذكرنا لك أن آدم كان على الأرض وأن جنته كانت على الأرض وهذه سنة الله فى الخلق , أناس يتقون الله ويطيعونه يعيشون وكأنهم فى الجنة وهم لا يزالون فى الدنيا (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (سورة الأعراف: 96) (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ) (سورة الجن: 16) وهذا الوصف للجنة الأرضية لذرية آدم لا يختلف عن وصف الجنة الأرضية لأبيهم آدم ( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى) (سورة طه 118: 119) بقى لك أن نحدثك عن شجرة آدم التى منع من الاقتراب منها فنقول : اقرأ قول الله تبارك وتعالى ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (سورة طه: 120) واسأل نفسك سؤالا بسيطا : ماذا تعنى شجرة الخلد ؟ وهل آدم الذى علمه الله الأسماء كلها بالمعنى الذى أفهمناك إياه ينطلى عليه أن شجرة الحنطة أو شجرة التفاح أو ما أشبه ذلك من الأشجار التى ذكروها تجعله خالدا ؟ وإذا كان آدم يبحث عن الخلد كما توهموا فهل كان فى جنة الخلد كما زعموا ؟ هذا تناقض بيَّن وإذا كنا قد أسقطنا أقوالهم فلنقم قولنا ولن تجد فيه بفضل الله تناقضا ولو يسيرا , فنقول شجرة الخلد التى يبحث عنها الخلق من آدم إلى الحشر هى النسل . لا تعجل ولا تتعجب !! نعم إن آدم خلق للعبادة وخلق أيضا للتناسل ولكن الله كلفه بعدم الاقتراب من شجرة التناسل فى بادئ الأمر كما يكلف الصائم بالابتعاد عن هذا الأمر فى نهار رمضان ويباح له بعد ذلك ولكن آدم نسى وعصى وغوى , اقرأ وتمعن فى قوله تعالى ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ* وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ* فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ) (سورة الأعراف 20- 22)
وسوس الشيطان لآدم وحواء ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوآتهما ويحملهما على الاقتراب من هذه الشجرة ولكن آدم وحواء يتذكران الأمر الإلهى بعدم الاقتراب فيتقدم الشيطان خطوة ثانية ويقول كما حكى القرآن الكريم ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) (سورة الأعراف: 20) والمعنى أنتما لستما بملكين ولستما من الخالدين فالنهى بعدم الاقتراب لا يتوجه إليكما وإنما عدم الاقتراب من (هذه الشجرة) خاص بالملائكة أو الخالدين فأنتما لا تقعان تحت أى نوع منهما فلستما من الملائكة ولستما من الخالدين فأنتما على الأرض لا فى السماء وبدا للشيطان أن هذه الخطوة قد أثرت فيهما ولم يبقَ إلا شكٌ قليلٌ فأزاله باليمين (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) ويأتى الأمر الإلهى لبنى آدم محذرا لهم بعدم الاقتراب من (هذه الشجرة) إذا كانت حراما حتى لا يقعوا فى الفتنة كما وقع أبوهم آدم ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (سورة الأعراف: 27) وقد يقول قائل إلى هنا والتفسير محكم ومتين ولكن لى ثلاثة أسئلة إذا أجبت عنها بنفس هذه السهولة والسلاسة وبدون أى إعتساف فتفسيرك سليم إن شاء الله :
السؤال الأول : ما معنى قوله تعالى (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً) (سورة البقرة: 38)
السؤال الثانى : ما معنى قوله تعالى ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ) (سورة ص: 78)
السؤال الثالث : ما معنى قوله تعالى ( فَأَكَلا مِنْهَا) (سورة طه: 121)
فهذا لا يستقيم مع تفسيركم بأنها شجرة التناسل وللإجابة عن هذه الأسئلة نقول :-
الإجابة عن السؤال الأول :
(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً) المعنى أن الله قد حكم حكما كونيا أن الطاعات تجعل نفس الإنسان زاكية وأن المعاصى تجعل نفس الإنسان هابطة سافلة واقرأ إن شئت قوله تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (سورة الشمس9: 10)
وقوله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة الأعراف 175- 176) لقد فسرنا ( قلنا ) بـ ( حكمنا حكما كونيا) استئناسا واستنتاجا من قوله تعالى ( فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (سورة البقرة: من الآية 65) قوله (اهْبِطُوا مِنْهَا) أى اهبطوا بسببها كما تقول طردتك من سوء خلقك أى بسبب سوء خلقك أى أن المعصية جعلت سببا وبداية للانحدار إلى أسفل سافلين (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (سورة التين 4-6)
الإجابة عن السؤال الثانى : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ) المعنى قال فأخرج من رحمتى فإنك رجيم وهذا الخروج ليس خروجا مؤقتا ولكنه خروج دائم إلى يوم الدين ( وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ) وإنما قال (فَاخْرُجْ مِنْهَا) ولم يقل فاخرج من رحمتى لأنه لو قال ذلك لأوهم أن هناك رحمة أخرى من الممكن أن يدخل فيها بعد الطرد من رحمة الله وأما التعبير بالضمير فيشعرك بأنه لا رحمة أخرى تتلقاه بعد الطرد من رحمة الله .

الإجابة عن السؤال الثالث : ( فَأَكَلا مِنْهَا) أقول : إن تفسيرنا للشجرة بأنها شجرة التناسل مستقيم مع هذا اللفظ بل مستقيم بهذا اللفظ واقرأ إن شئت قوله تعالى ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) (سورة البقرة: 275) وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (سورة النساء: 10) فستجد أن معنى يأكل فى استعمالات القرآن يستحل و (يَأْكُلُونَ الرِّبا) معناها يستحلون الربا و (يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً) معناها يستحلونها وبناء عليه يكون معنى ( فَأَكَلا مِنْهَا) استحلا هذا الأمر ولمن يعرفون البلاغة العربية هو ترشيح للاستعارة .

وصفــــوة القــــول :
إن الله قد خلق آدم من الأرض وأسكنه فى الأرض وعلمه حقائق الأشياء كلها ليتمكن من القيام بأمور الخلافة وهيأ له أسباب العيش الرغد مادام لله مطيعا فإن عصى فإن الله قد حكم عليه بالهبوط من العيش الآمن إلى عيش ملئ بالخوف والحزن وقد أمر الله الملائكة أن يكونوا فى خدمة آدم فاستجابوا وكان إبليس من جملة المأمورين فأبى وكان من الكافرين وناصب آدم وذريته العداء وأقسم على جعلهم من الغاوين الأشقياء بمخالفتهم لرب الأرض والسماء ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا قليل من المؤمنين .
وبعـــد ,,,
فمن أراد الجدال فلينقد هذا المقال وإنا له متعقبون ولآرائه مفندون وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين .


د/ أحمد عبد المجيد

عاشقة الشهادة
همس new
همس new

عدد المساهمات : 14
نقاط : 42
تاريخ التسجيل : 04/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى