منافع ايمانية

الإيمان بالله ضرورة و حاجة ملحة لاغنى للإنسان عنها، و القلب الممتلئ بالإيمان ليس كالقلب الممتلئ بالفراغ و الخرافات و العبث و اللهو. و الإيمان إذا وقر في القلب كانت له فوائد جمة على الفرد و الجماعة معا. وهذه هي منافع الإيمان في حياة الإنسان:

* المنافع الدنيوية:

- يكون صاحب الإيمان أكثر صمودا من غيره و أكثر قوة من الذي لا يمتلك من الإيمان إلا اسمه.

الفرد المؤمن يكون عادة ثابت الفؤاد صلب الإرادة و قوي الشكيمة لا يتزحزح عن إيمانه قيد أنملة و لا يمكن لأي كان مهما علا شانه في الدنيا أن يلفت نظره و قلبه إلى غير الإيمان.

- يجابه المرء المؤمن بالله إيمانا قويا مصائب الحياة و مشاكلها بقلب ملؤه الرضا بقدر الله و بصبر و جلد يجعلان كل مصيبة مهما كانت خطيرة مجرد شوكة صغيرة تعترض طريق المؤمن لأنه يعلم تمام العلم أن تلك المصائب إنما هي ابتلاء و اختبار من الله العلي القدير، و ليس من الإيمان في شيء الهروب من الواقع و ما يعتريه من مصاعب و حواجز و مشاكل عويصة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)...إن هذا الحديث النبوي الشريف يبين بوضوح أن جميع الأمور تعد بالنسبة للمؤمن خيرا له سواء عند السراء أو الضراء، ففي السراء يشكر الله سبحانه و تعالى لأنه من يسر له تلك السراء و عند الضراء يحتسب الأجر عند الله بصبره على الابتلاء الذي ابتلي به. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته و اخلف له خيرا منها).

- الإيمان يعطي للإنسان شخصية متكاملة الجوانب نفسيا و اجتماعيا، فما أن يلامس الإيمان القوي ببشاشة القلب حتى تدفع الإنسان دفعا نحو استكمال شخصيته معتمدا على كل ما هو ايجابي فيها و يدعم نقاط الضعف و الهوان فيها، و تكون أقوال المؤمن مثل أفعاله منسجمة مع روحه، و يكون باطنه منسجما مع ظاهره و هذا الانسجام يمنح تصالحا عميقا داخل نفسية الإنسان مما يفضي إلى شعور جميل بالسعادة تشرق في جميع ثنايا حياة المؤمن بالله إيمانا صحيحا.

* المنافع الأخروية:

إن المؤمن قوي الإيمان إذا كان يشعر بالسعادة في الحياة الدنيا، فإنما و لا شك سيحظى بالسعادة الخالدة في الآخرة إذا ما كان ملتزما في سكناته و حركاته بالمنهج القويم مبتعدا عن المعاصي و الرذائل مهما استطاع و الإيمان حين يغوص في أعماق النفس البشرية يجعل الشخص محصنا من الأخلاق السيئة المذمومة فيبتعد عنها بعد السماء عن الأرض طامعا في الفوز برضا الله و هذه أقصى ما يأمله كل مؤمن هن يحوز على رضا الخالق و رضوانه، فأنى لها من نعمة عظيمة أن يحصل المؤمن على رضا الله سبحانه و تعالى و من ثم تذوق طعم الحياة الخالدة في جنة عرضها السماوات و الأرض.

و يحق لنا التساؤل كيف يمكن بلوغ الحصول على إيمان قوي؟ و الجواب ان هناك عدة خطوات ينبغي على الإنسان نهجها و المشي على هداها لنيل حلاوة الإيمان و ترسيخه في القلب و منها: قراءة القران الكريم و تدبر معانيه العظيمة و معرفة أسماء الله الحسنى و صفاته العليا. يقول الله عز و جل في هذا الصدد في سورة الأنفال( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله و جلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون)؛ بالإضافة إلى الذكر الكثير لله و دعائه في كل وقت خاصة في أوقات الرخاء، فإذا ذكر المؤمن خالقه أوقات الرخاء ذكره الله في أوقات الشدة، و أيضا إتباع السلف الصالح و تعلم العلم الشرعي الذي يعد من أهم أسس الإسلام، فضلا عن الإخلاص في القول و الفعل لوجه الله دون طمع في نفع مادي أو رغبات شخصية زائلة.