يا قــــــــــــــــــــــــــــدس

دعاك الحسُ يا شوقي وشوقُ
فأوحت في قريحتكم دمشقُ


بليغ القول قافية وشعراً
على طول المدى جرساً يدقُ


فلو أسأل رُفاتك يا أميري ؟
لقلت القدسُ في شعري أحقُ


وإن فاضت لنكبتها دمشقُ
قوافي صاغها لُسنٌ وشُدقُ


فحسبُ القدس ذكرٌ في كتابٍ
ليوم الدين ترتيلٌ ونطقُ


لها بمحبةٍ في كل قلبٍ
من التقديس والإجلال خفقُ


فسبحان الذي أسرى بعبدٍ
لهُ ليلاً إليها وهي خرقُ


من البيت الحرام فذاك يعني
بأن لا بين ذي الأُختين فرقُ


فأمست للسماء محط رُسلٍ
فضاء لنورها بالفخر أُفقُ


كأن السور عِقدٌ مُستديرٌ
كأنًّ القبة الصفراء عُنقُ


وللعز التليد يُشمُ ريحٌ
لهُ ضوعٌ بحجرتها وعبقُ


وفي جنباتها أطيافُ قومٍ
وفرسانٍ لهم دُهمٌ وبُلقُ


لها دمعٌ يُناجيهم بليلٍ
فيُضنيها لهم حبٌ وعِشقُ


وتهمسُ يا صلاح الدين عُذراً
أصاب منابر الأحرار حرقُ


وحل بعُقر دار العز ذُلٌ
وفوق منصة الأمجاد شنقُ


وأدمى معصمي قيدٌ لندٍ
وبِتُ يُذِلُني أسرٌ ورِقُ


فجاسوا في الديار ليقلبوها
عن الأصل العريقِ ،فهُزَّ عِرقُ


متى كان البراقُ لهم كنيساً؟
ومبكى...!ذاك نضليلٌ وفسقُ


فأرق مُقلتي ترتيلُ حبرٍ
وللحاخام هرذمةٌ ونعقُ


فما زرعوه من مستوطناتٍ
أُحسُ بثِقلها كبتٌ وخنقُ


وما حفروهُ في جُنح الليالي
وتحت المسجد الأقصى وشقوا


سوى التخطيط فيه لهم قديماً
مع الأحلافِ ترتيبٌ ونسقُ


لقلب معالم التاريخ جهراً
وللآثار تطميسٌ وسحقُ


لأبقى في الهوية (أورشليماً)
وأسموني بعاصمةٍ ليبقوا


فيا قُدس العروبة أنت فينا
هوىً يسري بألبابٍ وعشقُ


ويا روحاً لشعبٍ أنت فيهم
مُقدسةٌ وأُمٌ لا تُعقُ


وما المستعمرُ المُحتلُ إلا
دِهاناتٌ مُهلهلةٌ ولصقُ


ستزهقُها رياحُ الحق يوماً
ويُفني الباطل المُختال زهقُ


ويشهدُ أمسُنا في كل نجدٍ
وفي مُدنٍ حباها النصرُ سبقُ


فللمستعمرين خبيثُ رسمٍ
وتخطيطٍ لهُ في الخُبث عُمقُ


لتهويد المدينة قد أهانوا
لتحقيق المآرب ما يَشُقُ


تُناجيها المدائنُ من قريبٍ
فيُنكِصُها من المحتل فتقُ


وتُحجمها سياساتُ التنائي
فحال دُنُوها قيدٌ وطوقُ


تُنادي في مُبايعةٍ أتينا
جواري راضها بالفخر رِقُ


*********

بني قومي إذا شئتُم رُقياً
بدون القُدس لن تعلوا ترقوا


ولا يبني عماد العز إلا
خلاصُ القُدس من أسرٍ وعتقُ


إذا بُنيت بيوتٌ دون سقفٍ
فلا يُعيي لصوص الليل خرقُ


وإن صلُح الفؤادُ يصحُ جسمٌ
ولن يفنى وفي الحجرات خفقُ


ومن يُبدي لك الأنيابَ حرباً
فلن يردعهُ "تكتيكٌ" ورِفقُ


إذا ذهبت دماءُ الحُر هدراً
فقد حل الهوانُ بنا ورِقُ